هل انت من المؤهلين للنجاح ؟

Aug 18, 2025

ان مسمى الناجحين لا يشمل فقط أصحاب الإنجازات الكبيرة كدليل على انهم من فئة الناجحين ، ولكن يشمل أيضا معنى اعم ومجموعة اكبر وهم الفئات التي تمتلك مؤهلات النجاح او عقلية النجاح حتى وان لم يحققوا بعد إنجازات كبيرة ، فحتى أصحاب الإنجازات لم يحققوها الا لانهم يمتلكون هذه الصفات مسبقا وبالتالي كون الانسان يمتلك هذه الصفات فتحقيق الإنجازات مسألة وقت ليس الا ..

وكأي صفة او عادة فكرية فإنها تكون موجودة في نسبة 20% من الأشخاص كموهبة يعني دون ان يبذلوا مجهود متعمد للحصول عليها .. أما بالنسبة لل 80% الاخرين فبإمكانهم تعلمها بنسب متفاوتة والتعود عليها حتى تصبح جزءا من جهازهم العصبي وبالتالي اداؤهم سيكون مماثلا للموهوبين بل قد يفوق أداء الموهوبين أحيانا بشرط توافر لديهم الرغبة الحقيقية في ذلك

ومن هذا المنطلق فإننا نتشارك مفردات عقلية النجاح (او الصفات المؤهلة للنجاح) لكي نتعرف عليها ولكي نلاحظ كم نحن نمتلك منها وما هو الجزء المطلوب استكماله للوصول الى درجة

هذه الصفات او العادات الفكرية هي

1- الإرادة

2- الوضوح

  • الشخصية

  • جوانب الحياة

  • الأهداف في كل جانب : وبالتالي تشمل الرؤية بعيدة المدى

3- المسؤولية الشخصية

4- الاستمرارية

5- قوة العلاقات الذكية

6- القدرة على التركيز

7- المرونة الفكرية

 


 

1- الإرادة

والمقصود بها هنا ليست العزيمة فقط بل ان يكون لديه الرغبة الحقيقية المحفزة للوصول الى النجاح في امر ما ، ومما يساعد على تكوين السبب القوي للنجاح هو ان تكون الصورة النهائية واضحة في ذهنه بكامل تفاصيلها ، لماذا يريد هذا الامر (سبب قوي وراء الرغبة في الوصول لذلك الهدف) ، وما الذي سيختلف في حياته بعد تحققه وكيف سيكون تفكيره ومشاعره وكلماته بعد تحقق هذا الهدف وكما قيل “الهدف الجيد هو الذي نأتي منه لا الذي نذهب اليه”

 


 

2- الوضوح

المقصود بالوضوح هنا هو وضوح الشخص امام نفسه ودرجة فهمه لذاته وفهمه لوضعه الحالي في جوانب حياته المختلفة وفهمه لأهدافه التي يريد تحقيها في كل جانب .. هذا النوع من الفهم يعطي الانسان رؤية شاملة ثلاثية الابعاد لحياته عموما فيستطيع ان يحدد أهمية وأولوية كل هدف وكل مشكلة لديه وبالتالي يتم التعامل معهم بشكل مرتب

وبشكل عملي يصل الانسان لهذه الدرجة من الوضوح بعد التعرف على الاتي

1- شخصيته ، او العادات الفكرية الموجودة لديه ومنها سيفهم لماذا يفكر بهذه الطريقة وسيفهم أيضا لماذا يفكر الاخرون بالطريقة التي يفكرون بها وهذا سيضيف له درجة من التميز في مهارة التواصل لديه ، في كتابي وجهين لعملة واحدة شرحت احد اهم وافضل الطرق في معرفة شخصية الانسان وماهي المعوقات الفكرية لكل شخصية وكيف يطورها الانسان ، وكان الفصل الثاني من الكتاب حول كيف يستطيع الانسان ان يغير عادة ما لم تعد معززة ومفيدة له واستبدالها بعادة أخرى مفيدة شريطة ان يكون هو نفسه يريد وبصدق ذلك ومستعد لبذل الجهد في هذا الطريق ايمانا منه بأهمية تغيير هذه العادة ، فالصدق وحده ليس كاف بل وأيضا الايمان بأهمية الخطوة (ومن أراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) .. الرغبة .. والسعي .. والسعي على بصيرة وعلم .. والايمان بأهمية ما يفعل

كيف لأنسان ان يكون مؤهلا لإحراز إنجازات كبيرة ومتكررة في حياته وهو لا يعرف نفسه ؟ ..

2- جوانب الحياة المختلفة الثمانية ، وان يعرف اين يقف الان في كل جانب وماذا يريد وفي مقالة تنظيم الحياة لضغوط أقل تكلمت عن جوانب الحياة وكيف يقيم الانسان نفسه من خلالها

3- الفهم والوعي بالأهداف التي يريدها في كل جانب ، ووضوح ترتيبها من حيث الأولوية ، وان يعرف جيدا اين هو الان من هدفه وماهي المراحل التي عليه ان يقطعها حتى يصل لهدفه وماهي الموارد التي قد يحتاجها في كل مرحلة وهذه الموارد قد تكون خارجية مثل حاجته الى مساعدة اشخاص ما او قد تكون حاجته الى وقت او مال او غيره وقد تكون هذه الموارد التي يحتاجها هي موارد داخلية فكرية مثل عادة فكرية يحتاج الى ان يتبناها ويعمل على التعود عليها حتى تصبح جزءا من نظامه الفكري مثال : قد يحتاج بعض الأشخاص الى تبني عادة الحسم وبناء الحدود الصحية بينه وبين الاخرين

 


 

3- المسؤولية الشخصية

من اهم ما يبعد الناس عن النجاح في امر ما هو قناعتهم بأن هناك اخرين مسؤولين عن نجاحهم او اخفاقهم دون أي تأثير لهم شخصيا على عملية النجاح وهذا ما نسميه بعقلية الضحية ، عقلية معوقة ومعوقة لا يرجى منها نفع او شفاء طالما ان صاحبها محافظ عليها لا يريد تغييرها ، ان يرى الانسان نفسه مسؤولا عن احراز نجاحاته هو من ارقى أنواع النضوج الفكري لأنه سيرى انه مسؤول عن أفكار وقناعاته تجاه النجاح وتجاه نفسه كمحرز للنجاح ، ومسؤولا عن تنظيم مشاعره الناتجه عن الأفكار تجاه النجاح والخطوات اليه ، سيمر بمشاعر الحزن والإحباط لكنه يعي جيدا انها جزء من الطريق الذي لابد ان يعبر من خلاله وبالتالي لن تزيده العقبات الا عزما على التعلم والمناورة ، وسيرى نفسه أيضا مسؤولا عن سعيه وافعاله الموصلة لهدفه وحتى عن كلماته التي يقولها للآخرين والتي يقولها لنفسه أيضا خلال رحلته


 

4- الاستمرارية

هي عادة فكرية ، وهي مكون رئيسي لاي نجاح كبير ، معظم النجاحات الكبيرة هي في تكوينها تكرارات لفعل معين مثال : ان تحرز نجاحا في دراسة كورس معين فأنت تحتاج الى الاستمرار على تخصيص ساعات معينه يوميا لحضوره ومذاكرته ، ومثال اخر : ان تحرز نجاحا في مهنة ما فأنت تحتاج الى الاستمرار على التواجد يوميا عدد معين من الساعات ، بعض الأشخاص لديهم عادة حب الاستكشاف لكل ما هو جديد وبالتالي يصيبهم سريعا الملل عندما يكررون نفس الشيء ، هؤلاء يواجهون صعوبة في احراز نجاحات او إنجازات كبيرة ، انظر حولك فكل شيء تقريبا في هذه الحياة مصمم في صورة دورات متكررة بشكل مستمر لنفس الشيء ، حركة الكواكب ، الشمس والقمر ، وبالتالي الأيام والليل والنهار ، دورة الماء في الطبيعة ، دورة النبات ، فصول السنة ، حتى حياة الانسان ، كل هذه التصميمات العملاقة التي تعكس عظمة الخالق تقول لك ان التكرار والاستمرارية هو سنة أساسية من سنن هذا الكون


 

5- قوة العلاقات الذكية

ان تكون متواصلا جيدا ، وان يكون لديك الحد الأدنى من مهارة التواصل التي تجعلك قادرا على بناء علاقات جيدة مع معظم الاخرين ، في الحقيقة ان يكون الانسان لديه مؤهلات النجاح الاخرى فهذا نصف النجاح ، لأنه حتى لو كان يمتلك الانسان مقومات النجاح الأخرى وتمكن من احراز نجاحات معينة فسيأتي وقت تحتاج نجاحاته الى التوسع ويكبر حجمها وهذا يتطلب مشاركة الاخرين وهنا يأتي دور مهارة التواصل مع الاخرين ، كل رواد الاعمال المتميزين لديهم قدر عالي من مهارة التواصل الجيد مع الاخرين وبهذا ينفتح لهم بوابة التوسع والانتشار لأعمالهم ونجاحاتهم ، وكما ذكرنا في اول واحد من مؤهلات النجاح وهو الإرادة انه ربما تكون حاليا لا تمتلك القدر الكافي من مهارة التواصل الجيد مع الاخرين لكن لو كان لديك الإرادة (الرغبة) في مواصلة النجاح وتعلم المستويات الأعلى من هذه المهارة فانك ستتعلمها ، بعكس لو كان الانسان مكتفي بما لديه من القدر القليل ولا يريد تطويرها فانه سينجح في إدارة اعماله الى الحد الذي يحتاج فيه الى وجود الاخرين معه عندها اما ستتوقف نجاحاته او يضطر للاستعانه بغيره ممن لديهم هذه المهارة في إدارة المجموعة التي يحتاج اليها من الناس او يتعلم هذه المهارة مسبقا


 

6- القدرة على التركيز

القدرة على التركيز هي مهارة فكرية ، ولعل السر فيها هو القدرة على تخصيص وقت لمهمة ما والقدرة على تجاهل أي مشتتات أخرى خلال هذا الوقت المخصص ، مهارة القدرة على التركيز تزداد أهميتها لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات متقدمة من التواصل مع الاخرين لانهم وبسبب علاقاتهم الجيدة ربما يكونون عرضة للتشتت ، كذلك أيضا الامر بالنسبة للأشخاص سريعي الملل ، لا تنجز الاعمال الكبيرة الا بمنحها الوقت الكافي الصافي دون تشتت وهذا ما تمنحه مهارة التركيز ، اذا لم يكن لديك هذه القدرة فبإمكانك تعلمها تدريجيا بشرط ان يكون لديك رغبة صادقة في احراز نجاح في جانب ما ، ومما قد لا يعرفه الكثيرون ان التعود على مهارة التركيز لا تحتاجه عموما ولكن في سياق معين مثال : قد تحتاج الى تنمية مهارة التركيز بينما تؤدي مهمة محددة في عملك ، او ربما تحتاجها في الوقت الذي خصصته لممارسة الرياضة او وقت القراءة

 


 

7- المرونة الفكرية

هذه هي قمة هرم النجاح ، ونادرا ما اقابل أناس لديهم هذه المهارة بالفطرة ، مهارة تحتاج الى وعي جيد وتدريب منظم عليها ، بدونها قد يقطع الناجح مسافة في عالم النجاح لكنه حتما سيقف فجأة نتيجة تغير مفاجئ يطرأ في معطيات حياته اما بسبب احد الأشخاص الذي كان تصرفه بعيدا كل البعد عما كان متوقعا منه سواء بقصد او غير قصد مما سبب خسارة مادية او معنوية للإنسان الناجح او بسبب حدث خارجي أيضا تسبب في ما يسمى بالصدمة لهذا الشخص الناجح كخسارة مالية او فقدان عمل او غيره .. هنا يتوقف الانسان عموما ويحزن وهذا طبيعي لكن في وجود مهارة المرونة الفكرية تجد الناجح لا يطيل التوقف ويعود مرة أخرى للسير في حياته ولا يكتفي بمجرد السير بل يعود الى حلبة الصراع والتنافس مرة أخرى ، اقرأ عن اي علامة تجارية (براند) في الويكيبيديا ستجد ان أصحابها تعرضوا ولعدة مرات وليست مرة واحدة الى خسارات وخيبات امل ولكن ما يجمع بين هؤلاء الناجحين من أصحاب هذه العلامات التجارية الكبيرة هي المرونة الفكرية

المرونة الفكرية لها أسس اتناولها بالكثير من التوضيح من خلال محتواي الذي اقدمه ، من هذه الأسس هو كيفية إدارة المشاعر التي نشعر بها ، كيفية التقبل ، والتعامل مع مصادر الألم الخارجي والتعديل على المعاني المؤلمة التي صاحبت بعض التجارب الماضية التي مررنا بها وإعادة صياغة لها بشكل معزز لنا يزيد من قدراتنا على البقاء بشكل فعال في مجالات حياتنا التي اوجدنا الله فيها ، وبالتالي فالمرونة الفكرية هي عقلية لا غنى عنها للقياديين والمديرين التنفيذيين في المؤسسات والشركات وتساعدهم على الانتقال بتلك الأماكن المسؤولين عنها الى مسافات ابعد في عالم النجاح والتميز

 


 

الان جاء دورك لتكون على وعي بالاتي

كم واحدة من مؤهلات النجاح هذه موجودة لديك ؟ 

ماهي مؤهلات النجاح التي ستعمل على تطويرها في فكرك بدءا من اليوم ؟

مكتبة مقالات النجاح

واصل الان رحلة التعرف على مفردات النجاح من خلال مكتبة المقالات

انتقل الان